«هآرتس»: تحقيقات في استخدام إسرائيل لمدنيين فلسطينيين كدروع بشرية خلال حرب غزة

«هآرتس»: تحقيقات في استخدام إسرائيل لمدنيين فلسطينيين كدروع بشرية خلال حرب غزة
قوات إسرائيلية في غزة- أرشيف

أعلنت الشرطة العسكرية الإسرائيلية، اليوم الاثنين، عن فتح تحقيق في ست حالات يُشتبه فيها بأن قوات إسرائيلية أجبرت مدنيين فلسطينيين في قطاع غزة على العمل كدروع بشرية خلال العمليات العسكرية.

ويأتي هذا التحقيق بعد أسابيع من تلقي النيابة العسكرية تقريرًا صادرًا عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر في يناير الماضي، يوثق هذه الممارسات ويصفها بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي، وفقًا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية.

وسبق لصحيفة هآرتس، أن كشفت في أغسطس الماضي عن انتشار هذه الظاهرة خلال الحرب، حيث أُجبر مدنيون فلسطينيون غير مشاركين في القتال على تنفيذ مهام عسكرية لصالح الجيش الإسرائيلي، فيما أطلقت عليهم القوات الإسرائيلية اسم “شاوويش”، وهو مصطلح يحمل دلالة على الاستخدام القسري لهم كمساعدين في العمليات العسكرية.

ورغم تداول هذه التقارير في وسائل الإعلام، لم تبدأ التحقيقات الرسمية إلا بعد تدخل الصليب الأحمر وضغوط متزايدة من منظمات حقوقية ودولية، من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

تفاصيل الانتهاكات وشهادات الضحايا

أفاد تقرير الصليب الأحمر بأن هذه الممارسات استمرت حتى يناير الماضي، موثقًا تسع حالات على الأقل بين ديسمبر 2023 ويناير 2024، وأشار التقرير إلى أن هذه الانتهاكات كانت منتشرة في بعض وحدات الجيش الإسرائيلي، مثل: جفعاتي، ناحال، والكوماندوز.

وبحسب الأدلة التي تم جمعها، فقد تعرّض مدنيون فلسطينيون لإجبارهم تحت التهديد على تنفيذ مهام خطيرة، من بينها، دخول منازل يُشتبه في أنها مفخخة، وتفجير مبانٍ دون تدريب أو معدات وقائية، والبحث عن أنفاق ومخابئ تابعة لحركة حماس داخل المناطق السكنية في قطاع غزة، وارتداء ملابس طبية لدخول المستشفيات وجمع معلومات عن المسلحين.

معاناة المدنيين 

كشفت شهادات أخرى أن المدنيين الذين أُجبروا على هذه المهام تعرّضوا للضرب والإهانة، واحتُجزوا لأسابيع قبل إعادتهم إلى غزة أو نقلهم إلى إسرائيل، وفي إحدى الحوادث، قُتل أحد المدنيين برصاص مسلحين داخل مستشفى بعدما اعتقدوا أنه يتعاون مع الجيش الإسرائيلي.

ورغم بدء التحقيقات، يشكك مراقبون في مدى جدّية هذه الإجراءات، خاصة أن انتهاكات مماثلة سبق أن سُجلت دون محاسبة حقيقية.

ومن ناحية أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الاثنين ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48 ألفا و467، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.

وأوضحت الوزارة -وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"- أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111 ألفا و913 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية